(10)
مـــــــــاء التوبــــــة أطهــــــــر مـــــــاء
................................
الله يحب التوابين ، ويحب المتطهرين ، بل يفرح بتوبة عبده اليه أعظم من فرحة انسان كان
بأرض فلاة ومعه راحلته عليها طعامه وشرابه ، فنفلتت منه ،فأيس منها ،فجلس الى جذع شجرة ينتظر الموت
،فأخذته اعفاءة ثم أفاق ،فاذا بها واقفة عند رأسه ،وعليها طعامه وشرابه
فقام اليها ، وأمسك بزمامها ثم صاح من شدة الفرح :اللهم أنت عبدى وأنا ربك!
فسبحانه ما أعظمه وأرحمه ،يفرح بتوبة عبده ليفوز بجنانه ،ويحظى برضوانه وهو -جلا وعلا-
ينادى عباده المؤمنين بقوله:
{ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } [ النور : 31 ].
...طريــــــــــق السالكيــــــــــن...
التوبة غسل القلب بماء الدموع وحرقة الندم ،فهي حرقة فى الفؤاد ،ولوعة فى النفس
وانكسار فى الخاطر ،ودمعة في العين ،انها مبدأ طريق السالكين، ورأس مال الفائزين
وأول أقدام المريدين ، ومفتاح استقامة المائلين ،التائب يضرع ويتضرّع، ويهتف ويبكى
اذا هدأ العباد لم يهدأ فؤاده ، وان سكن الخلق لم يسكن خوفه
واذا استراحت الخليقة لم يفتر حنين قلبه،وقام بين يدي ربه بقلبه المحزون
وفؤاده المغموم منكسا رأسه ، ومقشعرا جلده ، اذا تذكر عظيم ذنوبه وكثير خطئه
هاجت عليه أحزانه ، واشتعلت حرقات فؤاده ، وأسبل دمعه ،فأنفاسه متوهجه
وزفراته بحرقة فؤاده متصلة،قد ضمر نفسه للسباق غدا ،وتخفف من الدنيا
لسرعة الممر على جسر جهنم
