الجمعة، 10 سبتمبر 2010

::فضل صيام ست من شوال::




الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء و المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ...


 
أما بعد ..


 
أختي المسلمة:


هاهي مواسم الخير والطاعات تتوالى علينا ..


فقد ودعنا بالأمس شهر الصيام والقيام والعتق من النيران،


وبفضل الله سبحانه فإنّ أبواب الخير والطاعات تبقى مفتوحة لعباده المؤمنين في كل زمانٍ ومكان،.


والصوم من تلك القُربات والطاعات التي تطهر القلوب وتهذّب النفوس،


فهو جنّة من أدواء الروح والقلب والبدن ومنــافعه كثيرة لاتعد ولا تحصى.

 
وصيام ست من شوال بعد رمضان من مواسم الخير العظيمة تلك


 .. والعبد المؤمن من يغتنم هذه الفرص، ويبقى طيلة حياته يتقلب من طاعة إلى طاعة،


 ومن عبادة إلى أخرى، حتى يلقى ربّه سبحانه راجيًا بذلك عفوه ومغفرته


.. وجنّة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين .





************************
مشروعية صيام ست من شوال:

*************************


يُشرع للمسلم صيام ستة أيام من شوال وفي ذلك فضل عظيم وأجر كبير،


كما جاء في صحيح مسلم من حديث أبي أيوب الأنصاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال


: " من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر " ..


 
وإنما كان صيام رمضان وإتباعه بست من شوال يعدل صيام الدهر ؛ لأن الحسنة بعشر أمثالها،


 وقد جاء ذلك مفسراً من حديث ثوبان – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال :


 " صيام رمضان بعشرة أشهر ، وصيام ستة أيام بشهرين ، فذلك صيام سنة "


 يعني رمضان وستة أيام بعده، خرجه الإمام أحمد (5/280) وابن حبان في صحيحه (3627) .



 
***********************
فوائد صيام ست من شوال:

**********************

 
وهي خلاصة ما ذكره الحافظ ابن رجب – رحمه الله - في كتابه ( لطائف المعارف) :


 
أولًا: أن صيام ستة أيام من شوال بعد رمضان يستكمل بها أجر صيام الدهر كله.


 
ثانيًا:أن صيام شوال وشعبان كصلاة السنن الرواتب قبل الصلاة المفروضة وبعدها،

 فيكمل بذلك ما حصل في الفرض من خلل ونقص، فإن الفرائض تجبر أو تكمل بالنوافل يوم القيامة،

 كما ورد ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجوه متعددة، وأكثر الناس في صيامه للفرض نقص وخلل،

 فيحتاج إلى ما يجبره ويكمله من الأعمال.


ثالثًا: أن معاودة الصيام بعد صيام رمضان علامة على قبول صوم رمضان،

 فإن الله إذا تقبل عمل عبد وفقه لعمل صالح بعده كما قال بعضهم:

ثواب الحسنة الحسنة بعدها، فمن عمل حسنة ثم أتبعها بعد بحسنة كان ذلك علامة على قبول الحسنة الأولى،

 كما أن من عمل حسنة ثم اتبعها بسيئة كان ذلك علامة رد الحسنة وعدم قبولها.



 
رابعًا: أن صيام رمضان يوجب مغفرة ما تقدم من الذنوب كما سبق ذكره،

وأن الصائمين لرمضان يوفون أجورهم في يوم الفطر وهو يوم الجوائز،

 فيكون معاودة الصيام بعد الفطر شكرا لهذه النعمة، فلا نعمة أعظم من مغفرة الذنوب

 (كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم حتى تتورم قدماه فيقال له:

أتفعل هذا وقد غفر الله لك ماتقدم من ذنبك وما تأخر ؟ فيقول: أفلا أكون عبدا شكورا)

 
وقد أمر الله سبحانه وتعالى عباده بشكر نعمة صيام رمضان بإظهار ذكره وغير ذلك من أنواع شكره فقال:

 (وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [البقرة:185]

 فمن جملة شكر العبد لربه على توفيقه لصيام رمضان وإعانته عليه ومغفرة ذنوبه أن يصوم له شكرا عقب ذلك،

 كان بعض السلف إذا وفق لقيام ليلة من الليالي أصبح في نهاره صائما، ويجعل صيامه شكرا للتوفيق للقيام،

وكان وهيب بن الورد يسأل عن ثواب شيء من الأعمال كالطواف ونحوه ؟ فيقول:

 لا تسألوا عن ثوابه ولكن اسألوا ما الذي على من وفق لهذا العمل من الشكر للتوفيق والإعانة عليه.



 
خامسًا: أن الأعمال التي كان العبد يتقرب بها إلى ربه في شهر رمضان لا تنقطع بانقضاء رمضان ،

 بل هي باقية ما دام العبد حياً،

 فالعائد إلى الصيام بعد فطره يدّل عودُه على رغبته في الصيام وأنه لم يملَّه ولم يستثقله ولا تكرّه به .






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق